In Libya W/HRDs continue to work under enormous pressure

This is a tabbed section of 2 tabs with each tab content area containing the same text but translated to a different language

ليبيا: حيث يواصلُ المدافعونَ عن حقوقِ الإنسانِ عملَهُم تحتَ ضغطٍ هائل

خلال لقاءٍ افتراضي عُقد أواخر الشهر الماضي مع عدد من المدافعين الليبيين عن حقوق الإنسان، اطّلعتُ على المخاطر التي يواجهها هؤلاء المدافعون بسبب عملهم، ووقفتُ على شجاعتهم في اعتـزامهم الصمود في ظل قوانين قمعية وأحكام دينية، بالإضافة إلى سطوة جماعات مسلحة ذات نفوذ، تتصرَّف وقد أمِنت العقاب.

منذ انتهاء الحرب الأهلية التي امتدت ست سنوات في عام 2020، تقاسمت تسيير شؤون البلاد قوتان متنافستان: حكومةٌ معترف بها دولياً، وهي حكومة الوحدة الوطنية، ومقرها طرابلس غرباً، وحكومة الاستقرار الوطني، ومقرها شرق ليبيا، وتخضع بحكم الأمر الواقع إلى سيطرة الجيش الوطني الليبي وقائده خليفة حفتر. وتتحمل الجماعات المسلحة وقوات الأمن التابعة للجانبين كليهما مسؤولية انتهاكات حقوق الإنسان التي تُرتكب دون عقاب، مستهدفةً الناشطين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين، مستغلةً في أكثر الأحيان الخطاب المتطرف الذي يتبناه بعض رجال الدين المعروفين.

في تقريرها النهائي الصادر عام 2023، خلصت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في ليبيا أن التعديات على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين ومنظمات المجتمع المدني قد أوجدت مناخاً من الخوف، الأمر الذي أجبر هؤلاء على ممارسة الرقابة الذاتية واضطرهم إلى الاختباء.[1] ومنذ عام 2020 عندما اضطلعتُ بولايتي هذه، أرسلتُ ومعي آخرون من وُلاة الإجراءات الخاصة ستَّ رسائل إلى السلطات في طرابلس وبنغازي، بما في ذلك مخاطبات بشأن اختطاف مدافع عن حقوق الإنسان؛ وتأثير قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية على المجتمع المدني؛ والهجمات على المدافعين عن حقوق المهاجرين وإساءة معاملتهم؛ والاحتجاز التعسفي لمدافعين عن حقوق الإنسان احتجوا على عمليات الإجلاء القسري في مناطق بنغازي؛ والقيود المفروضة على سفر النساء والفتيات دون مَحرَم؛ والقوانين التي تحكم منظمات المجتمع المدني.[2] ولم يتم تلقي رد على أي من تلك الرسائل. وفضلاً عن ذلك، فقد بلغتني معلومات في عام 2022 من مدافعين ليبيين عن حقوق الإنسان بشأن تـزايد استخدام التدابير التقييدية ضدهم من قبل الأجهزة الأمنية في جميع أنحاء البلاد. [3]

وبحسب ما سمعته مؤخراً، فلا يبدو أن الوضع قد تحسن.

eأفاد المشاركون في الاجتماع بأن البيئة التي تكتنف المدافعين عن حقوق الإنسان “في تراجع مطَّرد، مع شيوع الإفلات من العقوبة والاستقطاب”. ووصفوا التهديدات الإلكترونية والمادية ضدهم، وتحدثوا كذلك عن ممارسة الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري من قبل السلطات الرسمية أو الفعلية، بوصفها وسائل لردع الناشطين وإسكاتهم.

وقد ذكر بعضهم أنهم لم يعودوا يواجهون التهديدات لأنهم تحوَّلوا إلى العمل السري، وكفُّوا عن إصدار البيانات العلنية أو عقد الاجتماعات العامة، بالإضافة إلى التزامهم بتوجيهات السلامة المادية والرقمية. وقال مشاركون من مختلف أنحاء البلاد إنهم تجنبوا عقد الاجتماعات في الفنادق والالتقاء بممثلي المنظمات الدولية، بسبب تواجد عناصر الأمن الذين يراقبونهم ويعمدون إلى ترهيبهم.

استقلال القضاء

أشارت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية إلى غياب سيادة القانون في ليبيا على نحو يكاد يكون تاماً، إذ كثيراً ما تُقوّض أفعال عناصر الأمن وأعضاء الجماعات المسلحة استقلالَ القضاء في جميع أنحاء البلاد.[4]

لقد اطلعتُ خلال اجتماعنا ذاك على الكيفية التي بها مُنع محامون من الاطلاع على ملفات القضايا الموكلة إليهم، وكيف تعرّض بعضهم إلى اعتداءات جسدية في المحكمة وإلى التهديد بمنعهم من تقديم الدعم القانوني إلى ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان. وأشارت محاميةٌ إلى واقعة عمد فيها زوجٌ يُزعم أنه يُعنِّف زوجته إلى التهديد علناً في المحكمة بأنه سيقتل المحامية إذا ما واصلت تمثيل زوجته ضده. وكان هذا الشخص معروفاً بأنه مقربٌ من زعيم إحدى الجماعات المسلَّحة، ولم يواجه أي عواقب.

وأخبرني مدافعون عن حقوق المهاجرين بأنهم تعرّضوا إلى اعتداءات جسدية، ومحاولات لإحراق مكاتبهم، كما واجهوا حملات لتشويه سمعتهم بواسطة الإنترنت. وحرَّض بعض رجال الدين على العنف ضدهم خلال خطبة صلاة الجمعة، ومرَّ ذلك كله دون عقاب. وقالت مدافعة عن حقوق الإنسان تعمل على مناهضة التمييز العنصري إن المنظمة التي تعمل بها عمدت في أعقاب هجمة على مكتبها من قِبل مجهولين إلى تركيب كاميرات مراقبة، وشرعوا يعلمون منتفعيهم كيفية ضمان خصوصية بياناتهم.

وقال مدافع عن حقوق الإنسان: “إننا نأمل أن يُسنَّ تشريعٌ لمكافحة الإفلات من العقاب. كثيراً ما نسمع السياسيين إذ يندّدون بالعنف وبانتهاكات حقوق الإنسان، بيد أنها ما تزال تُرتكب. إننا نطالب بالمساءلة”.

المدافعات عن حقوق الإنسان وضغوط إضافية

بالإضافة إلى ما يلاقيه المدافعون عن حقوق الإنسان على وجه العموم من الترهيب والاعتداءات، فقد واجهت المدافعات عن حقوق الإنسان ضغوطاً منشؤها لوائح رسمية غامضة تُقيّد قدرتهن على السفر دون مَحرم،[5] ورجال دين مؤثرين ينتقدون عملهن. ويتهمهن رجال الدين هؤلاء بالتمرد على أعراف المجتمع، واستخدام مصطلحات “غير إسلامية”، مثل “الجندر/ النوع الاجتماعي” و”النسوية”.

وأنصتُّ إلى خمس مدافعات عن حقوق الإنسان وهن يروين كيف أوقفهن رجال الأمن مراراً للاستجواب في المطارات الليبية لدى عودتهن من تونس العاصمة، وهي نقطة عبور للرحلات الدولية، بسبب عدم اصطحابهن أحد محارمهن. وعلى الرغم من أنهن لم يُمنعن من السفر، إلا أنهن خضعن للاستجواب بشأن أختام الدخول وتأشيرات الدول الأوروبية، واتهمن بأنهم “عميلات للأجنبي”، وتم توجيههن إلى إنهاء عملهن كمدافعات عن حقوق الإنسان.

وأخبرتني مدافعة عن حقوق الإنسان من شرق ليبيا أنها تتجنب استخدام مصطلحات معينة أدانها رجال الدين. ووصفت إحدى المدافعات عن حقوق الإنسان في غرب البلاد كيف أُجبرت على وضع حد لعملها في مجال تقديم العون القانوني للنساء بعد صدور فتاوى قامت بشيطنة النسوية، وتعرُّضها بواسطة البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية الموجهة إليها وإلى أسرتها إلى التهديد بتجريمها بسبب “عملها النسوي”.

“ليس ثمة إطار قانوني لحماية النساء، أو حماية من يحميهن”، هذا ما قالته مدافعة عن حقوق الإنسان من طرابلس، تُقدم المساعدة القانونية إلى النساء والفتيات من ضحايا العنف. وأضافت أن المشرّعين أخذوا في الاعتبار توصيات المدافعات عن حقوق الإنسان في عام 2023 بشأن مشروع قانون لحماية المرأة من العنف، غير أنَّ هذا المشروع ما يزال قيد المناقشة دون إحراز تقدم يُذكر.

وعلى الرغم من كل تلك القيود والمخاطر، فقد كان مبعث إلهام لي أن أصغي إلى هؤلاء المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان الذين لم يستسلموا. وأود أن أشكر جميع من وافقوا على الاجتماع بي، وآمل أن يُسهم هذا البيان المنشور على موقعي الإلكتروني في إلقاء الضوء على التحديات الجمَّة التي يواجهونها. كما آمل أن تعمل السلطات الليبية في جميع أنحاء البلاد على وضع حدٍّ للعنف وإفلات الجهات الحكومية وغير الحكومية على حد سواء من العقاب، وتمكين المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان من حرية العمل بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان.


 

[1] أنظر تقرير بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق لعام 2023.

[2] https://spcommreports.ohchr.org/TMResultsBase/DownLoadPublicCommunicationFile?gId=26525 https://spcommreports.ohchr.org/TMResultsBase/DownLoadPublicCommunicationFile?gId=27150 https://spcommreports.ohchr.org/TMResultsBase/DownLoadPublicCommunicationFile?gId=27511 https://spcommreports.ohchr.org/TMResultsBase/DownLoadPublicCommunicationFile?gId=28133 https://spcommreports.ohchr.org/TMResultsBase/DownLoadPublicCommunicationFile?gId=28172 https://spcommreports.ohchr.org/TMResultsBase/DownLoadPublicCommunicationFile?gId=28401

[3] ما بلغني من المدافعين عن حقوق الإنسان في ليبيا.

[4] المصدر السابق، الصفحة 30.

[5]  https://spcommreports.ohchr.org/TMResultsBase/DownLoadPublicCommunicationFile?gId=28172

Actions

Submit Information

Submit confidential information on a HRD at risk

Communications and Press Releases

How do communications and press releases work?

Contact Mary

Request a meeting with Mary or her team